lundi 14 mars 2011

كشفت الثورة التونسية عن ندوب كثيرة في علاقة السينمائيين بعضهم ببعض، وقد قدرنا وقوفهم المبكر بين صفوف الشعب دفاعا عن كرامة الوطن، ولكننا نتعجب من انصرافهم المبكر أيضا إلى "تطييح القدر" عندما تضاربت مصالحهم الشخصية فأفرزت معارك حامية خرجت من العتمة إلى صفحات الجرائد...
بدأت المعارك حول جمعية السينمائيين بين علي العبيدي وجانب من أهل المهنة، وانطلق سيل من البيانات والبيانات المضادة، ثم اجتمع السينمائيون ليتهم بعضهم البعض بتورطهم مع النظام النوفمبري، واتهم "الصغار" "الكبار" بأنهم وقفوا حجر عثرة أمامهم ولم يسمحوا لهم بالبروز وتطاول بعض "الصغار" على بعض "الكبار" وكأن الثورة جاءت لتحطم جدار الاحترام والتقدير فاختلطت المفاهيم... ثم اتفقت "الأغلبية" على إدانة طارق بن عمار وأصدرت الغرفة النقابية لمنتجي الأفلام بيانا تطالب فيه- من بين ما تطالب- الحكومة الانتقالية- ووزير الثقافة-  بفتح ملف السينما الذي يبدو أنه ليس من أولويات الوزارة في مرحلة "التنظيف" هذه، وطالبت الغرفة بفتح ملف مخابر "قمرت" وظروف منحها لطارق بن عمار...و... و...
نتساءل فقط لماذا يتقاتل السينمائيون؟؟ وعلى ماذا يتقاتلون؟؟
ألم يحن الوقت ليتحد أهل الفن السابع وليتفقوا حول فكرة واحدة وهدف واحد هو النهوض بالقطاع وترميم العلاقة بين السينما التونسية والجمهور التونسي الذي يرى جانب منه  أن الإنتاج السينمائي إهدار للمال العام وأن ما يقترحه السينمائيون تجارب "ضعيفة" تقدم صورة ترضي الطرف الفرنكفوني؟؟ ألا يعرف السينمائي التونسي أنه حان الوقت للتخلص من العقد الشخصية ليبحث عن حلول جذرية للقطاع ففي ذلك مصلحته هو قبل الآخرين؟؟
قلة هي التي تعمل اليوم، ولا تقضي وقتها في "التقطيع" و"الترييش" و"تطييح القدر" فيما تتصيد الأغلبية أخطاء بعضها البعض...
ثم كم من تونسي يرتاد قاعات السينما سنويا؟ وأين هي هذه القاعات التي أغلقت الواحدة تلو الأخرى؟ ولماذا تظل ولايات من الجمهورية محرومة من العرض السينمائي؟ وما مصير التوصيات التي انبثقت عن اللجنة الوطنية لإصلاح القطاع السينمائي؟
لقد رحل بن علي وترك الخراب من بعده فلماذا  يساعده البعض في تدمير الجميل المضيء المتبقي في بلادنا؟ وهل صحيح أن كل أفلامنا "تافهة و"مريضة"؟ هل شاهد من يتبنى هذا الرأي أفلاما مثل " سجنان" لعبد اللطيف بن عمار و"صفائح من ذهب" للنوري بوزيد و"صمت القصور" لمفيدة التلاتلي و"كحلوشة" لنجيب بلقاضي؟ هل اطلع هؤلاء على تجارب هشام بن عمار  سلمى بكار والناصر خمير ومختار العجيمي وجيل المخرجين الشبان بجرأتهم وطرافتهم أمثال وليد الطايع ووليد مطار وأمين شيبوب...؟
السينما كما أحببناها عالم سحري، تحتاج إلى نسمات الحب لا إلى هذا التقاتل والخصومات والمشادات الكلامية التي تسيء إلى أصحابها أولا... والسينما التونسية تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وقفة تضامنية وأفكار حقيقية تنهض بالقطاع ولا تعود به إلى الوراء... فليتفق السينمائيون ولو لمرة واحدة في حياتهم، ليتفقوا حول حبهم للسينما حتى لا تساورنا الشكوك في هذا أيضا...
السينما التونسية هي خليط من التجارب وخليط من المخرجين وخليط من الرؤى وخليط من الأفكار وخليط من وجهات النظر، فهل نجاح بعضها يشترط إلغاء البعض الآخر؟؟
ليتعال السينمائيون التونسيون عن معاركهم الشخصية ومصالحهم الذاتية، ليتخلصوا من إرث الحقد الاجتماعي النوفمبري حتى يكونوا في حجم الثورة  التي ينتمون إليها، وفي مستوى اللحظة...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire